قراءة الرسائل لا تورث السأم
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
بينما كنت أتأسف في هذه الأيام على اشتغال ذهني جزئياً بالدفاعات أمام المحاكم، ورد إلى القلب ما يأتي:
ان ذلك الانشغال هو كذلك اشتغال علمي، إذ هو خدمة في سبيل نشر الحقائق الإيمانية وتحقيق حريتها وانكشافها؛
فهو نوع من العبادة من هذه الجهة.
وانا بدوري كلما وجدت ضيقاً في نفسي باشرت بمطالعة مسائل النور بمتعة ولذة، رغم اني اطلعت عليها مئة مرة.
حتى وجدت (الدفاعات) هي كذلك مثل رسائل النور العلمية.
ولقد قال لي أحد اخواني: (انني أشعر بشوق وحاجة إلى تكرار قراءة رسالة الحشر وان كنت قد قرأتها ثلاثين مرة).
فعرفت من كلامه هذا: ان رسائل النور التي هي مرآة عاكسة لحقائق القرآن الكريم وتفسير قيم أصيل له،
 
لا احسن الظن بنفسي
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
اخوتي الأوفياء الصادقين!
يقال: لِمَ لا تقبل مقاماً ومزايا لشخصك بالذات الذي هو موضع حسن ظن مفرط لطلاب النور وقناعتهم التامة بحق شخصك، علماً ان قبولك ذلك المقام يكون مثار شوقهم للعمل في خدمة الإيمان. بل نجدك تصرف تلك المزايا عن شخصك إلى رسائل النور وحدها، وتظهر نفسك خادماً كثير الذنوب؟!
الجواب: حمداً لله وشكراً له لا منتهى لهما. فان لرسائل النور مرتكزات قوية لا تتزعزع، وحججاً نافذة ساطعة لا تخبو بحيث تستغني عما يظن في شخصي من مزايا وقابليات.
فهي ليست كالمؤلفات والآثار الأخرى تبني أهميتها على قابلية مؤلفها، وتستمد قوتها وحسنها منه، بل هي تستند على حججها القاطعة منذ عشرين سنة، حتى أرغمت أعدائي الماديين والمعنويين إلى الاستسلام،
والأمر واضح أمام الجميع.
لابد من الامتحان والتمحيص
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
اخوتي الاعزاء الصديقين!
اولاً: ان افضل مكان لنا هو السجن في زمن حكم وزارة مستبدة تمنع الحج وتهدر ماء زمزم وتحظره، وتسمح بانزال اشد الظلم بنا، ولا تكترث بمصادرة (ذو الفقار) و(سراج النور) وترفع درجة الموظفين الذين يتولون تعذيبنا قصداً،
وبلا سند قانوني، ولا تلقي السمع إلى اصواتنا المرتفعة ولا إلى بكائنا،
بكاء المظلومين المنطلق من مساكننا بلسان الحال. ان افضل مكان لنا في فترة حكم هذه الوزارة هو السجن.
إلاّ انه اذا نُقلنا إلى سجن آخر فستحل السلامة كلياً.
ثانياً: كما انهم حملوا ابعد الناس عنا بالاكراه على قراءة اخص الرسائل سرية.
رزق طالب العلم
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
لقد اقتنعت قناعة تامة بعد حوالي ألف من التجارب أنه:
في اليوم الذي أكون في خدمة رسائل النور أشعر بانكشاف وانبساطٍ وفرح وبركة في قلبى وفي بدني وفي دماغي وفي معيشتي حسب درجة تلك الخدمة.
وقد شعرت من اخوتي الكثيرين -سواءً هنا أم هناك- الحالة نفسها ومازلت أشعر بها، وكثيرون يعترفون قائلين: (أننا نشعر بها ايضاً). حتى أنني اعتقد -كما كتبته لكم في السنة الماضية- ان السر في عيشي الكفاف وما يقيم الأود قد كان من تلك البركة.
وهناك رواية عن الإمام الشافعي رضي الله عنه انه قال: أنا ضامن رزق طالب العلم الخالص؛ لان في رزقهم بركة وسعة.
ولما كانت الحقيقة هي هذه وان طلاب رسائل النور قد اظهروا الأهلية التامة لعنوان (طالب العلم) في هذا الزمان، فلا ينبغي التخلي عن خدمة رسائل النور تجاه هذا القحط والجوع المنتشر.
لا نظير لترابطكم
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
اخواني الأعزاء الصديقين!
لقد طُرح عليّ سؤال ذو مغزى هام، من مصدر هام جداً. فقد سألوني مايلي:
على الرغم من انكم لستم جمعية؛ وذلك بشهادة ثلاث محاكم أصدرت حكمها بالبراءة بهذا الصدد؛ وبعد أن أخذت ست ولايات على عاتقها مهمة الرصد والتجسس طوال عشرين عاماً، وتبيّن لها في النهاية ان لاعلاقة لكم بتلك التهمة، وانها مختلقة من أساسها..
على الرغم من ذلك كله،
فان العلاقة التي تربط (طلاب النور) بعضهم ببعض لايوجد لها نظير في أي جمعية او هيئة..
فهلا تفضلتم بايضاح هذه المسألة وحل تلك المعضلة؟